قال عمر بن الخطاب

من عرض نفسه للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن

وا معتصماه

على الرغم من شهرة قصة «وا معتصماه» الواسعة، وعلى الرغم من كثرة دورانها بين الناس في مجالس العلم والمنابر والمدرجات والمنصات، وعلى الرغم من مللهم إياها وضجرهم بها بل وإعراضهم عنها؛ فإني في هذه الأيام أحبها أعظم الحب، وأوثرها أيما إيثار على أي قصص أخرى مهما تكن رائعة ممتعة. كان ترديد «وا معتصماه» مرة قديما كافيا لإنصاف المظلومين، وإخضاع الظالمين، وصيانة الأعراض، وإصلاح ما فسد، وتقويم ما اعوج، ومحو الظلم والطغيان، بل وفتح مدينة منيعة بجيشها وأسوارها...

بين الحفيد والجد - المسرح الثاني

الحفيد وجده الجد: ما هذا الوجه الشاحب يا بني؟  الحفيد: إن كلمات الخطيب اليوم أثارت في نفسي شيئا فاستوقفتني الجد: وما هي؟ الحفيد: إن أجدادنا العرب -كما قال الخطيب- كانوا عظماء الدنيا؛ تفوقوا على أمم الأرض حضارة وعلما وأدبا.  الجد: صحيح.. وما الذي أشكل عليك؟ الحفيد: المشكلة هي لم أحببنا وضعنا هذا المحزن؟ ولم لا نقتدي بأجدادنا فنأخذ حظنا من النهضة والتقدم؟ الجد: سؤال وجيه من مصلح حائر الحفيد: هلا أرويت غلتي! الجد: على رسلك يا...

بين الحفيد والجد - المسرح الأول

الحفيد وجده الحفيد: ما لي أرى صديقا لي قد أعرض عني منذ اليوم؟ الجد: ماذا -أي بني- فعلت؟ الحفيد: لم أفعل غير ما يسره.. الجد: أحقا؟ الحفيد: بل لم أكن أملك شيئا إلا وقد أعطيته مثله الجد: ربما أسأت إليه من حيث لا تدري الحفيد: مستحيل! الجد: بل العكس!  الحفيد: أفصح يا أبت! عجزت عن فهمك منذ اليوم الجد: أن تسره -أي بني- ما كان معناه أن تجعله مثلك نزيل القاهرة، ربيع ٢٠١٦ أحمد سترياوان هرياد...

من للعربية بعد العميد؟

عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين ليس من الغريب في شيء أن اتسعت آفاق المعرفة، وتعددت روافد الثقافة في يومنا هذا. ومن ثم فليس عجيبا أن نقابل أي شخص مهما تكن طبقاته وتخصصاته؛ فإذا هو يحدثنا عن أشياء كثيرة في العلوم والفنون وأحدث الحوادث في العالم حديثَ الخبير المجرب. بل العجب كل العجب أن نلقى شخصا فإذا هو فارغ العلم، خاوي الثقافة، ضيق الأفق، لا علم له بإحدى لغات العالم؛ في وقت تكون المعلومات فيه نصب العين، وفي متناول كل من أراد. ومع توفر هذه...