قال عمر بن الخطاب

من عرض نفسه للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن

قال حكيم من الحكماء

أربعة توصل إلى أربعة: الصبر إلى المحبوب، والجد إلى المطلوب، والزهد إلى التقى، والقناعة إلى الغنى

قال زيد بن علي

ولا تستعينوا بنعم الله على معاصيه

قال أحد الأدباء

مهما يكن احتفالنا بيوم الفراق، واغتباطنا ساعته؛ فإن الفراق لا بد أن يترك فيما بعد كما هائلا من الوحشة

قال حكيم

كن بعيد الهمم إذا طلبت، كريم الظفر إذا غلبت، جميل العفو إذا قدرت، كثير الشكر إذا ظهرت

أقبل يا موت!

أما وقد قلت لي بأن الموت أقرب إلينا مما نتصوره، ما مضى من وقت إلا ونحن منه ندنو أو هو منا يدنو؛ فلأمتْ يومي هذا أو غدا أو بعد غد. إن البقاء على قيد الحياة لا يزيدني إلا ذنبا على ذنب، ولا يحيلني إلا من سيء الحال إلى ما هو أسوأ.
فإني أخاف جد الخوف أن ألقى الله العظيم وأنا مكبل بأغلال الذنوب والسيئات، ومن ثم فليكن موتي الساعة سدا لذنوبي على عظمها من أن تعظم، ومنعا لسيئاتي على كثرتها من أن تكثر؛ وليكن فراقي الدنيا راحة للناس من متاعب كنت سببها، وفرجا لهم من كرب كنت مصدرها.
كنت لا شيء يوم ولدت، فأحب أن أظل لا شيء يوم أموت؛ وكنت مجهولا يوم بدأت الحياة، وأرجو أن أظل مجهولا يوم أختمها.
لقد حاولت أن أكون مشهورا متداولا بين الناس، ثم اكتشفت أن للشهرة ثمنا باهظا يحرمني من التمتع بكامل حريتي، وأن فيها حرجا وضيقا واستباحة للناس أن يتناولوا عرضي كما يشاءون؛ فلا غرو أن خامرني شعور فيه بغض وحسرة على تلك المحاولة العابثة وإن لم أنل حظا من الشهرة.
يا موت أقبل! لقد ضقت بوجودي الذي لا يجرني إلا إلى ما فيه أليم العذاب بعد مماتي.
يا موت أقبل! لقد مللت حياتي التي لا تبعث في نفسي إلا ضيقا وحزنا وألما.
يا موت أقبل! إني أخاف عذاب ربي.
أما علمت يا موت أن ربي شديد العقاب؟!
أقبل يا موت!
أقبل!

مدينة البعوث الإسلامية، ٨ رمضان ١٤٣٨هـ
أحمد سترياوان هريادي