وداعا يا صديقي الصغير


وداعا إلى الرفيق الأعلى أي صديقي! كانوا يحدثونني بأنك مثل في الصبر والاحتمال والقوة على مواجهة ما يرتاع منه القلب ويلتاع. ولكن الذي وجدته فيك أنك صاحب وجه صبوح، لم تكد تلقاني حتى امتلأ قلبي أنسا وحنانا، ولم تكد تشاطرني أحاديث الدهور حتى توهمت أن الحياة سرور كله واغتباط كله.
أجل، لقد استطعت أن تبعث في نفوس من حولك ما يسرهم، من غير أن يعوا أنك في الوقت نفسه تحت وطأة الدهر القاسي؛ صب عليك العذاب صبا، وأطار أية شعلة بفؤادك إطارة.. ما أقسى هذا الدهر عليك أي صديقي الصغير! على أنك الآن منتصر عليه، قاض عليه؛ تركته رافع الرأس شامخ الأنف، إلى دار الخلد باسما مبتهجا.

القاهرة ، ٢٢ سبتمبر ٢٠١٧م
أحمد سترياوان هريادي 
(تم التقاط الصورة في ١٠ إبريل ٢٠١٥م في جامعة النيل، وحاول رحمه الله أن يرسمها في ٢٦ مايو ٢٠١٦م فكانت الصورة الثانية)

0 comments:

إرسال تعليق