مجلة الطيف في عامها الثاني

أصدرنا هذه المجلة المتواضعة في السنة الماضية بناء على رغبتنا الملحة في كونها انطلاقا فعليا لحياتنا العلمية والأدبية.. ولا بأس بنا إن نقطع بأن فنون الإلقاء -من كتابة وخطابة ونظم- في حاجة ماسة إلى مرْبًى رحيب فيه تتَرَبَّى، وميدان فسيح فيه تتدرب.
أضف إلى ذلك أن هناك شيئا محزنا يجب الاعتراف به أننا في منتهى من جمود القريحة.. فهذه القرائح الجامدة هي التي تسدنا عن الابتكار في حياتنا العلمية والأدبية والفنية، فلا عجب إذا وجدنا أنفسنا غير قادرين على الإتيان بشيء جديد، فالأفكار والأخيلة والمعاني هي نفس أفكار القدماء وأخيلتهم ومعانيهم.
فمواد الأخيلة ومنابع المعاني للقدماء -أمثال البحر والموج والسيف والأسد والفرس والشمس والقمر- هي هي في وقائعنا الأدبية المعاصرة.. فالحاصل أنه ما نحن حاليا إلا حثالات الحياة، حيث لو قورنّا مع المتقدمين فكريا أو علميا أو أدبيا، لوجدنا أنفسنا في أحط الدركات.
وعلى هذا، فلا بد من المبالغة في إعمال العقل، وسعة الاطلاع، وإبصار الواقع.. حيث أصبحت الإبداعات الحديثة والمخترعات العصرية، مجالات خصبة لتجديد الأفكار والخيالات والمعاني، فخلف موادَ القدماء موادُ العصر الحاضر أمثال التلفاز والإنترنت، والجُوجل والفيسبوك، والتويتر والإينستاجرام، والأفلام والروايات، والسيارة والطائرة، والقنبلة والدبابات، والبندقية والرصاص.
إلا أننا -قبل هذا وذاك- لا بد من تدريب دؤوب على الكتابة والنظم،  وتربية متواصلة للذوق السليم والنقد الحصيف.
فها هي ذي مجلة الطيف، أصدرناها لتكون ميدانا فسيحا للتدريب والتربية، ومدرسة أدبية  يتخرج فيها -بعناية المولى تبارك وتعالى- كبارُ الأدباء وفحولُ الشعراء من الأزهريين.

مدينة البعوث الإسلامية بالأزهر الشريف، 20 مارس 2014
أحمد سترياوان هريادي
رئيس التحرير لمجلة الطيف     

  











   

0 comments:

إرسال تعليق