المرأة

كم كنت أرجو أن تكون لي حبيبة، ولكنها أبت إلا أن تؤثره علي، وأن تهمل ما صارحتُها به من صفاء الحب، واعتزام النفس على القيام بما يسرّها ويريح بالها. أجل، لقد اختارتْ من هو سابقي إلى محامد الأمور، ومستوجِبات الثناء. وهي في ذلك محِقّة كل الحق ومصيبة كل الإصابة. لكن ما لي؟ لمَ أتألم من إيثارها إياه علي؟ ولم أغتاظ مما ناله وهو أحق به مني؟ أوقد نال الحسدُ مني لرفضها حبي؟ تساؤلات شتى ما أستطيع الوقوف على إجاباتها.
لم أكد أصبِح من يومي حتى رأيته أسودَ قاتمًا، ليس فيه إلا تشاؤم بعد تشاؤم، وكمد بعد كمد. لقد ضاعت مني ثقتي بنفسي، وتسربت إلي كياني قناعة بالدون. لم أعد خفيف الخطى، فلست أدري أين ذهبت تلك الحادثة المؤلمة المخزية بنخوتي ونشاطي. أجل، إنها حادثة مؤلمة مخزية، لأنها تركت أوقع ضروب الألم وأقبح أنواع الخزي. ولست أراني مبالغا في وصفها إذا قيس ذاك الوصف بآثارها التي دمرت حياتي كل التدمير وانحطت بي إلى أحط الدركات.

مدينة البعوث الإسلامية، ١٤ مايو ٢٠١٥
أحمد سترياوان هريادي 

0 comments:

إرسال تعليق