
وداعا إلى الرفيق الأعلى أي صديقي! كانوا يحدثونني بأنك مثل في الصبر والاحتمال والقوة على مواجهة ما يرتاع منه القلب ويلتاع. ولكن الذي وجدته فيك أنك صاحب وجه صبوح، لم تكد تلقاني حتى امتلأ قلبي أنسا وحنانا، ولم تكد تشاطرني أحاديث الدهور حتى توهمت أن الحياة سرور كله واغتباط كله.
أجل، لقد استطعت أن تبعث في نفوس من حولك ما يسرهم، من غير أن يعوا أنك في الوقت نفسه تحت وطأة الدهر القاسي؛ صب عليك العذاب صبا، وأطار أية شعلة بفؤادك إطارة.. ما أقسى هذا الدهر...