قال عمر بن الخطاب

من عرض نفسه للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن

احترام النفس

ما أحوجنا إلى احترام أنفسنا! وما أحوجنا إلى أن نبذل جهدنا كله في احترام أنفسنا!  إذ لو احترمنا أنفسنا لما كانت تلك الخلافات العقيمة الجدوى، ولما كان ذاك الخصام الذي فرقنا شيعا وأحزابا.  ولو احترمنا أنفسنا لساقنا الحياء إلى الصمت أكثر منه إلى الكلام، وإلى التأني أكثر منه إلى العجلة. ولو احترمنا أنفسنا لسلم الناس من جراحات ألسنتنا وأعمالنا، ولوجد العلماء الراحة من اتهاماتنا الباطلة تجاههم وانتقاداتنا المزيفة لهم. لكنا أبينا إلا أن نخذل أنفسنا وننحط بها إلى أحط الدركات؛ فساقنا سفهنا إلى النيل من مخالفينا والتطاول عليهم. وقادنا...

فلنصارحك يا أخي

خاسر خاسر من فضله الله تعالى بحد الذكاء، وبحسن الفهم، وباستعداد نادر ﻷن يلم بكل أنواع العلم والفن، وبإمكانية أكيدة ﻷن يلحق بعباقرة الدنيا وعظماء التاريخ؛ غير أنه أبى إلا أن يكون خفيفا وزنه، صغيرا شأنه، كريها منظره. ها هو ذا أخونا، تراه يواصل النهار بالليل والليل بالنهار منشغلا بتوافه اﻷمور، لا يهمه من الدنيا سوى اصطناع أسباب الافتراق والاختصام بينه وبين أخيه المسلم الذي خالفه في رأيه حتى في أتفه أمر؛ فأنفق أوقاته الثمينة، وجهوده الغالية، في شيء لا طائل من ورائه؛ اللهم إلا ضيق الصدر وفساد القلب وضياع المروءة. فلتعلم يا أخي أننا قبل كل شيء...

رسالة من شيم العقلاء لمحمد بن عبد الله العبادي الأندلسي - دراسة وتحقيق

 هذا بحث متواضع جدا في الدراسة والتحقيق لرسالة أدبية صغيرة الحجم غير أنها عظيمة الفائدة، جامعة لآداب الدنيا والدين؛ تسمى "من شيم العقلاء" لمؤلفها الأديب محمد بن عبد الله العبادي الأندلسي رحمه الله. واعلم أن هذه الرسالة القيمة التي قمت بدراستها وتحقيقها، كانت مقدَّمة إلى إلى قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبين بالقاهرة، جامعة الأزهر؛ كشرط أساسي لدخول امتحان السنة الثانية التمهيدية في الدراسات العليا. ويمكنكم التحميل هنا. القاهرة، 27 يونيو 2016م أحمد سترياوان هرياد...

دور الأزهر الشريف في استقلال إندونيسيا

لم تكن هناك أية دولة من دول العالم تُعير إعلان استقلال إندونيسيا سنة 1945م التفاتًا، فضلا عن أن تعترف به، حين وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، وحين اعترفت اليابان بهزيمتها الماحقة واستسلامها المهين أمام دول الحلفاء بعد تدمير هيروشيما ونجازاكي كل التدمير. لقد أُرسلتْ من قِبَلِ جمهورية إندونيسيا بعثاتٌ إلى دول العالم، طمعا في الحصول على اعترافهن بوجودها، فور إعلان استقلالها. هنالك مرت سنون ولم تظفر تلك الجمهورية الجديدة الناشئة بأي اعتراف...

هموم الأزهري - القصة القصيرة

ما هذا الشعور الغريب الذي غمر أحشائي؟ وما هذا المزيج العجيب من فرح وترح، فألفيتُني مثل محزون ما استطاع إلا الابتسام، ومسرور ما استطاع إلا البكاء؟ هلا كان هذا الشعور فرحا خالصا! حيث العودة إلى إندونيسيا الوطن الحبيب، وحيث لقاء الأهل والأحبة، بعد فراقهم لمدة تزيد على ثماني سنوات، في مهمة البعثة العلمية إلى جامعة الأزهر. أجل، لقد حصلت على شهادتي الماجستير والدكتوراه كما هو مطلوب مني. غير أن هناك شيئا ليس في مقدوري أن أضرب عنه صفحا، وأنى لي ذلك؟...

اعتراف بالجميل

من أعظم نعم الله علي -وله الحمد والثناء- أن يسر لي أمرا إذا اشتد عزمي عليه، وألحت رغبتي فيه.. فمثلا عندما عرفت أن الله تعالى استودع في نفسي حبا جما في الفنون الجميلة بكل أنواعها، لجأت إلى مباشرتها فالخوض فيها.. فإذا بالسبيل إليها ينبسط بل يوشك أن يكون محببا إلى نفسي. وكذلك شأني عندما أردت أن آخذ من العربية حظي الذي لم أكن أقدر على العثور عليها، إلا بعد أن وطأت قدماي بلد الأزهر الشريف.. وفي رحابه العامر التقيت رجلا فاضلا، قلما تجد من يجاريه في حبه للعربية، وفي حبه لمن يحب العربية. وليس ذنبي إذا أطلقت عليه أنه أمة وحده، فهو وحده الذي بذل...

في العتاب

لست أدري أمُحِقٌّ أنا فيما سأقوله أم مخطئ، وما أراني إلا متيقنا بأني سأكون ذاتيا إلى حد بعيد، وإليكم معذرتي.. لا أشك في أن صلحاء القوم ما يزالون بينهم، منهم من اختفى ومنهم من تظاهر، ولكلٍّ ما يسوقه إلى حيث هو الساعة، وليس لنا عتاب من اختفى أو من تظاهر، أولسنا أحرارا فيما اخترنا من أسلوب الحياة، وفيما سلكنا من سبيل العيش؟ على أني لم أرد إلا أقدر هؤلاء الصلحاء مهما كانوا، وحيثما كانوا، حق التقدير.. وإني سائل ربي أن يكثر عددهم ومقتديهم ومعجبيهم. لكن ما ظنك بسواد أعظم من القوم، يخالفون ما عليه صلحاء القوم جملة وتفصيلا، هؤلاء هم الذين احتلوا...