كلمة غالية مقتطفة من درس الأستاذ الدكتور أحمد معبد عبد الكريم

«نريد أن نعلمك الأمانة قبل العلم؛ لأن العلم بلا أمانة ليس بشيء..»
كلمة قالها شيخنا الدكتور أحمد معبد عبد الكريم أثناء افتتاح مجلس التخريج بالأمس.
استوقفتني تلك الكلمة حينا، فأثارت في أعماقي إثارة، فلم تلبث أن ساقتني إلى حزن عميق.
ولست أدري من أين جاء هذا الحزن، ولم جاء خاصة بعد أن ذكرت كلمة «الأمانة»؛ ألأني خاوٍ من الأمانة، أم لأن الخيانة لم تترك للأمانة في نفسي مستقرا؟
ما أصعب الأمانة إذن عليّ! وقبل كل شيء ما أثقلها على سمعي! كانت غريبة عليّ ولا تزال، وما أرى إلا أنها ستظل إلى آخر الدهر غريبة بل تزداد غرابة.
ولا يهجسن في نفسك أني أفضح نفسي. كلا! بل أريد من كلامي السابق أو قل اعترافي أن أخاطبك: تلك حال الأمانة في نفسي.. أما أنت فكيف حالها في نفسك؟ ألها مرموق المكانة فيها أم ليس لها إلا خزي وهوان؟
إن كان لها سلطان في نفسك وفي تصرفاتك، فيا حبذا! ولكن إذا كان العكس، فدعني أتحدث عنا معشر المحزونين الذين وجدوا الأمانة غريبة عليهم، أو وجدوا أنفسهم غرباء على الأمانة، إلى يومهم هذا.
أين الأمانة إذن في حياتنا الساعة؟ من منا يستحق لقب الأمين عن جدارة؟ لقد وقعت في حيرة لا سبيل إلى تصويرها عندما أحاول الإجابة عن السؤالين.
لكن المحقق أن غياب الأمانة في حياتنا شر أي شر، وهلاك أي هلاك. وما نراه اليوم مما تعرضنا له من الانحطاط المهين أولا، ثم التبعية الذليلة ثانيا؛ ليس إلا دليلا على أننا لسنا أمناء على أنفسنا وديننا وأوطاننا.


مدينة البعوث الإسلامية، ٢٣ يناير ٢٠١٧م
أحمد سترياوان هريادي

0 comments:

إرسال تعليق