قال عمر بن الخطاب

من عرض نفسه للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن

فلنصارحك يا أخي

خاسر خاسر من فضله الله تعالى بحد الذكاء، وبحسن الفهم، وباستعداد نادر ﻷن يلم بكل أنواع العلم والفن، وبإمكانية أكيدة ﻷن يلحق بعباقرة الدنيا وعظماء التاريخ؛ غير أنه أبى إلا أن يكون خفيفا وزنه، صغيرا شأنه، كريها منظره. ها هو ذا أخونا، تراه يواصل النهار بالليل والليل بالنهار منشغلا بتوافه اﻷمور، لا يهمه من الدنيا سوى اصطناع أسباب الافتراق والاختصام بينه وبين أخيه المسلم الذي خالفه في رأيه حتى في أتفه أمر؛ فأنفق أوقاته الثمينة، وجهوده الغالية، في شيء لا طائل من ورائه؛ اللهم إلا ضيق الصدر وفساد القلب وضياع المروءة. فلتعلم يا أخي أننا قبل كل شيء...