من أعظم نعم الله علي -وله الحمد
والثناء- أن يسر لي أمرا إذا اشتد عزمي عليه، وألحت رغبتي فيه.. فمثلا عندما عرفت أن
الله تعالى استودع في نفسي حبا جما في الفنون الجميلة بكل أنواعها، لجأت إلى مباشرتها
فالخوض فيها.. فإذا بالسبيل إليها ينبسط بل يوشك أن يكون محببا إلى نفسي.
وكذلك شأني عندما أردت أن آخذ من
العربية حظي الذي لم أكن أقدر على العثور عليها، إلا بعد أن وطأت قدماي بلد الأزهر
الشريف.. وفي رحابه العامر التقيت رجلا فاضلا، قلما تجد من يجاريه في حبه للعربية،
وفي حبه لمن يحب العربية.
وليس ذنبي إذا أطلقت عليه أنه أمة
وحده، فهو وحده الذي بذل...