قال عمر بن الخطاب

من عرض نفسه للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن

اعتراف بالجميل

من أعظم نعم الله علي -وله الحمد والثناء- أن يسر لي أمرا إذا اشتد عزمي عليه، وألحت رغبتي فيه.. فمثلا عندما عرفت أن الله تعالى استودع في نفسي حبا جما في الفنون الجميلة بكل أنواعها، لجأت إلى مباشرتها فالخوض فيها.. فإذا بالسبيل إليها ينبسط بل يوشك أن يكون محببا إلى نفسي. وكذلك شأني عندما أردت أن آخذ من العربية حظي الذي لم أكن أقدر على العثور عليها، إلا بعد أن وطأت قدماي بلد الأزهر الشريف.. وفي رحابه العامر التقيت رجلا فاضلا، قلما تجد من يجاريه في حبه للعربية، وفي حبه لمن يحب العربية. وليس ذنبي إذا أطلقت عليه أنه أمة وحده، فهو وحده الذي بذل...

في العتاب

لست أدري أمُحِقٌّ أنا فيما سأقوله أم مخطئ، وما أراني إلا متيقنا بأني سأكون ذاتيا إلى حد بعيد، وإليكم معذرتي.. لا أشك في أن صلحاء القوم ما يزالون بينهم، منهم من اختفى ومنهم من تظاهر، ولكلٍّ ما يسوقه إلى حيث هو الساعة، وليس لنا عتاب من اختفى أو من تظاهر، أولسنا أحرارا فيما اخترنا من أسلوب الحياة، وفيما سلكنا من سبيل العيش؟ على أني لم أرد إلا أقدر هؤلاء الصلحاء مهما كانوا، وحيثما كانوا، حق التقدير.. وإني سائل ربي أن يكثر عددهم ومقتديهم ومعجبيهم. لكن ما ظنك بسواد أعظم من القوم، يخالفون ما عليه صلحاء القوم جملة وتفصيلا، هؤلاء هم الذين احتلوا...

الاستعجال

لم أكن أتعجب من جنوح بعض الناس إلى الاستعجال في الحكم على شيء ما، بل لم أكن أتعجب من إسرافهم في ذاك الاستعجال، ولهذا لم أستغرب من سطح أحكامهم وسفاهتها.. ولم لا، فقد صدرت عن عبث الإسراف وضحل الاستعجال.. حسبك ألا تطمئن إلى ما قالوه من أكاذيب! وحسبك أن تغلو في إنكارك على ما استحدثوه من أضاليل! وهذا القوم لا يعرفون كلمة «الدقة» في معجم حياتهم، وربما قد يعرفها قليل منهم، غير أن العصبية العمياء والشهوة الجامحة قد صدّتا هذا القليل عن استخدامها، فأضحت مطروحة في مزبلة الإهمال، أو غريبة غامضة عليهم على أقل تقدير.. ولهذا فلا تستغربن من كثرة...