
وا
رسالتاه!
لم يحزن
الأدب العربي الحديث كما حزن لفراق «الرسالة» إياه إلى الأبد، ولم يفجع فجعا يزعزع
حياته كلها، ثم يقعده عن أداء رسالته حق الأداء - كفعجه لموتها..
وكيف لا
يحزن حزنه هذا، وأنى له لا يفجع فجعه هذا، فقد عاشت حياتها كلها لخدمته، فلم يجد
فيها من تقاعس وتقصير، ولم يعرف منها إلا إخلاصا ووفاء في وقت تشتد الحاجة فيها
إلى النفاق والخيانة، ولم ير فيها إلا عفة وإباء في وقت يستوجب فيه الوضعُ الضراعةَ
والملقَ.
أجل، لقد حاولت
«الرسالة» ما...