قال عمر بن الخطاب

من عرض نفسه للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن

في ذكرى مجلة الرسالة

وا رسالتاه! لم يحزن الأدب العربي الحديث كما حزن لفراق «الرسالة» إياه إلى الأبد، ولم يفجع فجعا يزعزع حياته كلها، ثم يقعده عن أداء رسالته حق الأداء - كفعجه لموتها.. وكيف لا يحزن حزنه هذا، وأنى له لا يفجع فجعه هذا، فقد عاشت حياتها كلها لخدمته، فلم يجد فيها من تقاعس وتقصير، ولم يعرف منها إلا إخلاصا ووفاء في وقت تشتد الحاجة فيها إلى النفاق والخيانة، ولم ير فيها إلا عفة وإباء في وقت يستوجب فيه الوضعُ الضراعةَ والملقَ. أجل، لقد حاولت «الرسالة» ما...

عن المرأة أيضا

لا تكون للمرأة قيمة إذا لم تكن صادقة أمينة فيما تفعل وفيما تقول، فأخبرني ما قيمة الجمال مع الخيانة، وما قيمة العلم مع الكذب.. قد كنت أرى أن الرجل في الطليعة من حيث الخيانة، وأنه في الصدارة من حيث الكذب.. فإذا هذا الرأي مخالف للواقع كل المخالفة. وكنت أظن أن المرأة إذا وصفت بالذكاء والعلم والثقافة والخلق؛ ترفعت عن كل ما تتعرض له معظم النساء من الدنايا.. زد على ذلك إذا استعانت هذه المرأة بالملبس المهيب الدال في بعض الأحيان على استقامة السلوك ونقاء السريرة.. ثم تبينت مع مرور الزمان أن ظني هذا لا يغني من الحق شيئا. مدينة البعوث الإسلامية، 15...