قال عمر بن الخطاب

من عرض نفسه للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن

شيخي وأستاذي الدكتور زكي محمد أبو سريع

لقد كان لشيخي الأستاذ الدكتور زكي محمد أبوسريع عظيم الأثر في نفسي وفي عقلي، ولا يزال.. ومع عظمة أثره فإني لم أعرف منه إلا أيسره، وما هذا اليسير إلا ما بدا لي -بل وما باشرته- من متانة إخلاصه، وكرامة خلقه، وغزارة علمه. ومن شرفه الله تعالى بحلاوة لقيا الشيخ وملازمته، وباقتطاف ثمار العلم والحكمة من ثغره البراق، وبقراءة آثاره القيمة؛ ليعرف حق المعرفة أن الشيخ قد تجمع في نفسه كل شيء يمكنه في أن يكون -في وقت واحد- باحثا أمينا مدقِّقا، وعالما مخلصا...

ما الذي تحتاج إليه اللغة العربية؟

بقلم: أحمد سترياوان هريادي لا شيء أدعى إلى الكمد والأسى من عدم تمكننا في لغة نزل بها كتاب ربنا، ولا شيء أدعى إلى التحسر والحزن العميق من أن نرى أنفسنا عاجزين أيما عجز عن فهم مراد ربنا في كتابه المعجز وفي سنة نبيه المطهرة، ولا شيء أدعى إلى مظهر يستحسن فيه أن نكون ترابا من أن نرى أعداء الإسلام أكثر منا اهتماما بلغة كتابنا، بل أشد منا إلماما بها وبآدابها، حتى ليصبحوا أحق الناس بالإمامة فيهما منا -معشر العرب والمسلمين- طوعا أو كرها. وهذا المظهر الكئيب يزداد كآبة عندما نرى أنشطة أعداء ديننا في لغة كتابنا أخذت تنمو وتنهض، وأخذت تؤتي أكلها وتحقق...

كواكب الفصحاء وعزة الأزهر

إن صمود مركز كواكب الفصحاء مؤسسه ومشرفه وسائر أعضائه أمام هذه الصعاب المتشعبة، في زمن غير قصير، وفي وضع غير يسير، ليبدي لنا ما له -إن شئت فقل: ما لهم- من إخلاص لا يجارى في خدمة لغة القرآن، ومن همة لا تباهى في السمو بها.. أضف إلى ذلك أن ليس لهم من رأسمال إلا صدق إخلاصهم وعلو همتهم. اللهم إذا قسنا بشدة عزوف العرب عن الاهتمام بها، وبالغ عنايتهم بتوافه الأمور؛ ليضطرنا إلى أن نقطع بأن الدهر بدأ يعود إلى سيرته الأولى، وبأن العربية عادت تفرح، لأن فجر عزتها بدأ ينبثق على أيدي هؤلاء الوافدين النابغين، وبأن زمام أمور العربية ليس بيد أولئك العرب الكسالى،...

اعتراف التلميذ المتمرد

من أعظم نعم الله علي -وله الحمد والثناء- أن يسر لي أمرا إذا اشتد عزمي عليه، وألحت رغبتي فيه.. فمثلا عندما عرفت أن الله تعالى استودع في نفسي حبا جما في الفنون الجميلة بكل أنواعها، لجأت إلى مباشرتها فالخوض فيها.. فإذا بالسبيل إليها ينبسط بل يوشك أن يكون محببا إلى نفسي. وكذلك شأني عندما أردت أن آخذ من العربية حظي الذي لم أكن أقدر على العثور عليها، إلا بعد أن وطأت قدماي بلد الأزهر الشريف.. وفي رحابه العامر التقيت برجل فاضل، قلما تجد من يجاريه في...

المرأة الحمقاء

هناك امرأة قليلة الحظ من الوسامة، ولم يكن لديها شكل ممتع لمّاع تستميل به نحوَها انتباهَ الشباب، إلا أن هذه المرأة -فيما يبدو لي- قد أوتيَتْ حظا من الذكاء، فانتهزت في اللقاءات والندوات فرصة ليطّلع الحاضرون على علمها وسعة اطلاعها فأحبَّت الظهور وأكثرتْ من السؤال، واستعانتْ بملبسها المهيب الدال في بعض الأحايين على استقامة السلوك، وبمقدرتها على صناعة الكتابة، فتبدو فيما بعد أمام جموع من الشباب «امرأة ذكية عالمة واسعة الثقافة ذات خلق رضي».. وأنا...

الانقلاب

قد كانت أحب الناس إليه، وكان معجبا بها ولها أيما إعجاب، وكان يجد في ذكرها نعمة لا تعبر، وفي مناقبها فخرا لايباهى، وعند لقياها اضطرابا يوشك أن يكون محببا إلى نفسه فيتمنى تكرارها.. وما يزال في ذاكرته كيف كانت تفوح في نفسه بواعث الجد ومجامع القوة، وكيف كانت تملأ فضاءه بأجمل ما لها من قلب تقي وخلق رضي، فلا الكلام يقدر على التعبير عنه حق التعبير، ولا الفعل يقدر على وصفه أتم الوصف. لكنه لم يخطر بباله أن عهده الرائع بها لم يتجاوز إلا أياما قلائل، فانقلب...

الكلام الفارغ

قال الجنيد رحمه الله: «أقل ما في الكلام سقوط هيبة الرب من القلب.. والقلب إذا تعرى من الهيبة عري من الإيمان». وا حسرتاه! فكم كنا نشتغل بفارغ الكلام، فلم يبق في قلوبنا من نور الإيمان شيء؟! وكم كنا نطمع في أن يكون كل واحد منا أبرز الناس شخصية، وأعمقهم علما، وأوسعهم ثقافة، فأضحى التصنع في الكلام شغلنا الشاغل في كل وقت وحين؟! وكم كنا نشعر أننا في هذه الحياة الدنيا أشياء تستحق الذكر والبقاء، فأحببنا الكلام الكثير حتى عما نحن غير متخصصين فيه.. والحق...

الميت المحكوم بالحياة

لو لم أكن أتعرض لما أصابني حاليا من كوني ميتا محكوما بالحياة، لأنجزت هذه المقالة وفرغت منها منذ أيام.. لكن شاء القدر أن تأتيني المحبة حينا من الوقت فتغدو دافعة لكل ما أنا عليه.. فما أروع حياتي حينئذ! إلا أن عهدي بهذه الروعة لا يزيد على أيام قلائل.. وإذا المحبة في حقيقتها غرم أيما غرم.. وإذا بهمتي تنخمد، وأملي ينطفئ، وطموحي ينطمس.. فها أنا ذا ميت محكوم بالحياة.. وا غوثاه! وا غوثاه! مدينة نصر، ١٦ أغسطس ٢٠١٤م أحمد سترياوان هريادي مقالتي تحت...

مسائل البلاغة في سورة الفجر: دراسة إعجازية

بقلم: أحمد سترياوان هريادي كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة، جامعة الأزهر fetryx_hariadi@yahoo.com الملخص من المقطوع به أن القرآن -بجانب كونه هداية ومنهج حياة- معجزة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبرى، وكثيرا ما يتردد في أسماعنا ذكر الإعجاز البلاغي للقرآن. فهذا البحث المتواضع سيحاول الباحث من خلاله أن يتحقق من قضية الإعجاز البلاغي، وذلك عن طريق دراسة مسائل البلاغة في القرآن العظيم. ونحن قد اخترنا «سورة الفجر» لتكون...