قال عمر بن الخطاب

من عرض نفسه للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن

حديث الإنسان

بقلم: أحمد سترياوان هريادي طالب الفرقة الرابعة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، جامعة الأزهر علمتْنَا الحياة أن الإنسان من حقه أن يسمو بعقله ناجما، ويحيا بإنسانيته سيدا، ويطير بفطرته معاشرا الكونَ طليقا، ولا ينحني وجهه إلا للواحد القهار. وعلمتْنَا الحياة أن الإنسان عليه أن يعيش رحمة، ويسعى مصلحا، ولا تنبني تصرفاته إلا على أساس من العدل. أجل.. إن الله هيأ لنا كل أسباب السيادة في الكون، وبسط لنا كل أسباب الرقي فيه، وزودنا بشريعة نبصر بها الصراط السوي فنسير عليه، ووعدنا الجنة مصيرا فنطرح العوائق في سبيله.. ومن هنا، ما أبسط حياة الإنسان! فهو...

صبرا يا صديقي

(إلى صديقي: الأستاذ علي مصطفى لون النيجيري) بقلم الطالب: أحمد سترياوان هريادي الإندونيسي صبرا يا صديقي! فإن ذهاب والدك إلى جوار ربه لخير دليل على حبه تعالى إياه، وكيف لا، فقد فاز أبوك بقربه تبارك اسمه عجِلًا، بيد أن معظم الناس في غفلة داجية، لا يعون أن مكثهم في هذه الدار الدنيئة لا يزيدهم إلا بعدا عن نور ربهم لما يعتادون من ارتكابهم الخطايا والمعاصي. أبشرْ يا صديقي! فها هو ذا أبوك طليق من محبس هذه الدار الضيقة، خارج منها سعيدا باسما.. فقد وصفتَ أنتَ هذه الدار الشائهة بقولك: هــذه الــــدارُ مـا لــهــا مــن قـــــــــرارِ **...

يا سيدي

بقلم الطالب: أحمد سترياوان هريادي الإندونيسي يا سيدي، إني أخاف أن تتبادر في ذهنك كراهتك على تلميذك هذا،  فيملأ نظرَك إليّ فيضٌ من الكراهة، وتستبعدني استبعادا ما يعوقني عن حلاوة ملازمتك، وتقعدني عن قطف ثمار العلم والحكمة من ثغرك البراق. فكم كنت يا سيدي رافعا يدي إلى السماء وهاتفا ربي في ضراعة: «اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها». وما دعوت بهذا الدعاء إلا لشدة خوفي من أن يذهب عني سحاب بركة العلم، وانهار في نفسي سمو أدب الطالب مع أستاذه. يا سيدي، إليك أرسلَ تلميذُك هذا اعتذارَه...

المرأة المنتظرة

بقلم: أحمد سترياوان هريادي   أبتْ يدي أن تكتب حاليا إلا في المرأة، وكيف لا فقد همني ذكرها، وما اليد إلا معبرة عما يجول في رأسي، ولا تسلني عن علتها، فقد طال جفاء القلب، وشعلت نار الرغبة في معرفة مَن هي الرفيقة المجهولة الأبدية، فقد زاد قربي من فراق الحياة ولم يزد قربي من تلك الرفيقة ولو شبرا، ولا يزال شأنها مجهولا غامضا، وفاضت على حياتي دُجية شبحها، فأضحت الحياة قحولا ما أغنى عنها ماء يشرب، ولا طعام يؤكل، ولا زينة يتزيّن بها. ما أكثر المرأة في هذه الحياة! فها هي ذي مصرية وتلك تركية، ثم هذه فارسية وتلك صينية، ثم هذه روسية وتلك أمركية، ثم...

إذا غضبت المرأة

إذا غضبت المرأة،  فويل للمغضوب ضاقت عليه الدنيا.. وتزداد بكلامها المستفزّ ضيقا من غير أن ينقطع ولو لحظة.. ارتبطت الخطايا من الرؤية الأولى إلى الحالية وأصبح خيره لها نسيا منسيا ويل للمغضوب... ويل للمغضوب... مدينة البعوث الإسلامية بالأزهر الشريف، 28 من يونيو 2013 أحمد سترياوان هريادي الطالب بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة، جامعة الأزهر الشريف ...

الإنسان والمصلحة

شعرت بشيء من الدهشة والإعجاب عندما أخبرني أحد الموظفين في السفارة الإندونيسية بالقاهرة الأستاذ محمد نور سليم، أن الفكرة الأساسية التي يسير عليها الدبلوماسيون في شئون العلاقات الدولية هي: «التيقن بأنه لا يوجد على ظهر الأرض شيء مجان». ثم تأملت مليا، فوجدت قوله في غاية من الصدق، إذ كل التصرفات الدبلوماسية تنبني على ما هي أصلح للدولة، فالعطاء والاستلام بين الدول أساسها المصلحة، وكذا في حالتي السلم والحرب؛ وفكرة «الأخذ بقدر العطاء» تتمثل جلية فيما...

أيها العرب.. اهتموا بنا

ما ظنك لو كانت البلاد الإسلامية، التي هي مفخرة الإسلام اليومَ بأكبرعدد سكان المسلمين في العالم، لم تجد شأنها عند العرب، الذين -منذ القدم- تمتعوا بصحبة سيد المرسلين، ومشاهدة نزول الوحي الخاتم، واقتفوا آثاره مادية كانت أو معنوية؟ فهذا هو الواقع في بلاد جنوب شرق آسيا. لو قارنَّا -من حيث العدد- بين سكان جنوب شرق آسيا المسلمين، وبين سكان العرب من بغداد العراق إلى رباط المغرب، لوجدنا عدد سكان جنوب شرق آسيا المسلمين يفوق العرب أضعافا مضاعفة. ويا للأسف! العرب لم يهتموا بهم. ولو اتجهنا جغرافيا إلى دول جنوب شرق آسيا المسلمة، لبدت منها إندونيسيا وماليزيا...