بعد المرام - القصيدة

حَزِنتُ مِنَ الرَّفِيقَةِ فِي ظَلَامِي
وَمَا زَالَت عُكُوفًا فِي مَنَامِي

أَلَا تَدرِينَ كَم دَمعًا يُنَاجِي
حُضُورَكِ بِالوَسَامَةِ فِي مَقَامِي

هَرَعتُ إِلَى مَجَامِعِهِم لَعَلِّي
أَشُمُّ مَآثِرَ البَدْرِ التَّمَامِ

وَلَكِنْ لَم أَجِدْ نُورًا يُرِيحُ
شَقَاءَ العَيشِ مِن بُعْدِ المَرَامِ

فَكَم سَطْرًا سَطَرتُ لَهَا لِأَشكُوْ
صَنِيعَ الشَّوْقِ فِي جَوفِ الظَّلَامِ

فَيَا أَسَفَا لَقَد جَالَ العَنَاءُ
وَلَم أَقدِرْ عَلَى صَقْلِ الكَلَامِ

هَجَانِي أَصدِقَائِي فِي رُجُوفِي
تَحَمَّلتُ الهِجَاءَ عَلَى وِسَامِ

يَقُولُونَ: «اصْطَبِرْ لِلقَدْرِ حَتَّى
يَجِيئَكَ نِصفُ قَلبِكَ فِي ابْتِسَامِ

فَأَنتَ لِمَا تُرَاوِدُهُ الفَتَاةُ
سَقُوطٌ مُذْ رَأَتْكَ عَلَى السَّنَامِ

حَيَاةُ المَرءِ لَيسَتْ مِثْلَ فِلْمٍ
يُسَيَّرُ كُلُّ شَيْءٍ فِي انْسِجَامِ

وَلَا كَرِوَايَةٍ بُدِئَتْ بِلُؤْمٍ
فَإِنَّ المَجْدَ يَقْفُوْ فِي الخِتَامِ

أَلَمْ تَعلَمْ بِأَنَّ حَيَاتَنَا تُشْـ
ـبِهُ النَّفَسَ الطَّوِيلَ بِلَا جَمَامِ

فَفَجْأَتُهَا تُخَالِفُ مَا يُرَامُ
وَمَا تَدْرِي حُلُولًا فِي اصْطِدَامِ»

وَيَدمَعُ قَلبِيَ الآسِي بِدَمْعٍ
تَلُوذُ بِهِ النِّسَاءُ مِنَ المَلَامِ

أَحَقًّا مَا يَقُولُ النَّاسُ عَنِّي
فَيَا عَجَبَا مِنَ الأَمَلِ الهُمَامِ

مدينة البعوث الإسلامية، 7 من فبراير 2014
أحمد سترياوان هريادي

0 comments:

إرسال تعليق